الاثنين، مايو 25، 2009

برنامج تسامح

تخيلو ان في برنامج جديد اسمه تسامح، البرنامج ده بيعرض جايزة مليون جنيه لافضل قصة خصام وصلح، تعتقدوا كام واحد من المتخاصمين هيتقدمو للبرنامج، بل يمكن الناس تحاول تثبت فداحة الخصام اللي كانو فيه وازاي اصطلحو وسامحم بعضهم.
تخيل ان واحد خاصم واحد تاني وبعدين اكتشف ان الراجل ده هو اللي كان هيشغله في منصب مرموق في مايكروسوفت، تعتقدوا هل كان سيندم انه اتخانق معاه وكان زمانه قال ياريتني استحملت شويه رزالته.
طيب، تخيل لو حصل خصام بين اتنين وواحد قريبهم غني جدا قام اتصل بالاتنين وقالهم اللي هيثبت لي انه صالح التاني الاول هديله شقة في الزمالك، تعقتدوا في حد هيتأخر في انه يصالح اخوه.

علشان الدنيا ممكن نعمل كتير، لكن علشان ربنا ممكن نعمل ايه؟
تخيل لو رسول الله قال لك: ليك بيت في الجنة اذا تركت الخصام ولم تجادل برغم انك صاحب حق،قال صلى الله عليه وسلم-: "أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ....." رواه أبو داود
طيب من نحب ان نكون له اقرب ونظهر له خيريتنا اكثر من الله؟ ولا نرضى ان نفعل ما لا يرضيه اكثر من الله؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحَلُّ لمسُلمٍ ، أنْ يَهجُرَ أخَاهُ فوقَ ثلاثِ ليالٍ، يلتَقِيان فيَعُرِضُ هذا ويُعرِضُ هذا،وخَيرُهُمَا الذي يبَدأُ بالسَّلامِ ".رواه مسلم.
انا عارف، لما رجعنا لما قال الله وقال الرسول، كل واحد اصبح عنده رد وعايز يقول.
لكن لو الجزاء في الدنيا، كان الموضوع انتهى وخلص على طول.
وكل واحد فاكر انه اللي بيدافع والشيطان هو اللي له دافع،
لكن نرد على كل رد، لنضع لكلام الخصومة حد.
مين هو ده علشان يكلمني كده؟ يرد عليك ربك ويقول " فسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ...فيه اكتر من كده؟
مش كفاية اصله اساء الي اساءه مباشره وانا ما ارضاش بالاهانة، مش انا برضه اللي هرد لكن ربي عليك يرد ويقول " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)" فصلت
ذو حظ عظيم عند الله ... اذا كان سيؤثر ذلك في قلب القارئ،
ولكن
لو كل هذا لم يؤثر، فخاف ممن عليك قد اثر،
اذا كلام الله لم يؤثر، فاعلم ان الشيطان الان هو من عليك يؤثر،
يقول تعالى"ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا" لانه عدوك مش عايزك تتأثر بكلام الله ويؤجج الخصام في قلبك، لان في كلام الله مصلحتك ورضا الله.
مش مصدقني ان الشيطان اللي مكبر الموضوع في دماغك وانه ابسط من كدة بكتير،
اسيبك برضه لكلام ربنا "وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا"
عدوك هو الشيطان، ليس اخوك في الله،آخاك الله برابطة الايمان، فتركت اخوة الله واستبدلتها برابطة مع الشيطان بالخصومة.
اوعى تفتكر انك مااغلطش فيه زي ماهو ماغلط فيك، والا كان هان عليك تصالح، انت مش صاحب حق زي ماانت فاكر، والدليل ان الحق في كلام الله وانت مش عايز تتبعه، بص ازاي الشيطان هون عليك كلام ربنا وانت صدقته، بنفس الطريقة هون عليك غلطك وعظم غلط اخوك في عينك وانت برضه صدقته.
اذا كان كل ده مانفعكش يبقى خاف على نفسك وحاول تتغير، وإلا رد على ربك
"وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)"
أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْۗ
أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ
ۗاللهم ان هذه شهادتي بين يديك ولست انا من يملك قلوب عبادك، وانما اجعلها اعتذار لك حين القاك ،
اللهم اني قد بلغت، اللهم فاشهد.

وقفتُ ببابك ياخالقي

قصيدة جميلة ومؤثرة جداً
للشيخ عبدالواحد المغربي
وقفتُ ببابك ياخالقي --- ُأقلّ الذنوبَ على عاتقي
أجرّ الخطايا وأشقى بها --- لهيباً من الحزن في خافقي
يسوقُ العباد إليكَ الهدى --- وذنبي إلي بابكم سائقي
أتيتُ ومالي سوى بابكم --- طريحاً أناجيكَ يا خالقي
ذنوبي أشكو وما غيرها --- أقض منامي من مقلتي
أعاتب نفسي أما هزها --- بكاء الأحبة في سكرتي
أما هزها الموت يأتي غدا --- وما في كتابي سوى غفلتي
أما هزها من فراش الثرى --- ظلامٌ تزيد به وحشتي
ندمتُ فجئتُ لكم تائباً --- تسابقني بالأسى حسرتي
أتيت وما لي سوا بابكم --- فإن تطردنّي فوا ضيعتي
إلهي أتيتُ بصدق الحنين --- يناجيكَ بالتوبِ قلبٌ حزين
إلهي أتيتكَ في أضلعي --- إلى ساحةِ العفوِ شوقٌ دفين
إلهي أتيتُ لكم تائباً --- فألحق طريحكَ في التائبين
أعنه على نفسهِ والهوى --- فإن لم تعنه فمن ذا يُعين
أتيتُ وما لي سوا بابكم --- فرحماكَ يا ربي بالمذنبين
أبوحُ إليكَ وأشكو إليك --- حنانيكَ يا ربي إنا إليك
أبوحُ إليك بما قد مضى --- وأطرحُ قلبيَ بين يديك
خُطاي الخطايا، ودربي الهوى --- وما كانَ تُخفى دروبي عليك
تراني فتُمهلني منَّةً --- وتسترُ سودَ الخفايا لديك
أتيتُ وما لي سوى بابكم --- ولا ملتجى منكَ إلا إليك
إلهي من لي إذا هالني --- بجمعِ الخلائقِ يومَ الوعيد
إذا أحرقت نارُكم أهلها --- ونادت أيا ربي هل من مزيد
إذا كلُ نفسٍ أتت معها --- إلى ربها سائقٌ وشهيد
وجئتكَ بالذنبِ أسعى به --- مُخِفَ الموازين عبداً عنيد
إلهي إلهي بمن أرتجي --- وما غيرُ عفوِكَ عني أريد
عبيدُك قد أوصدوا بابهم --- وما لي سواكَ إله العبيد