ضحك الأب ضحكة بسيطة تبعتها تنهيدة ثم استكمل: غفر الله لمهندسي البناء، كنا نتبع ادارتهم للمشاريع شبرا بشبر،
وفي الحديث بقية ان شاء الله في المدونة القادمة،
انتظرونا...
مع اننا نعلم في قرارة انفسنا ان الشيء الوحيد الثابت في مشاريع البرمجة هو التغيير،
كنا ننجح في ان نجعل العميل لا يتنصل عن الدفع، فيدفع وهو حزين لأنه دفع قيمة ما اثبتناه عليه عندما كان لا يعلم تماما ما يحتاجه عند بداية المشروع، كما ان احتياجاته تغيرت مع الزمن، وبالتالي المشروع استلمه ولم يستعمله، طبعا بعد خناقة كبيييرة مع اصحاب الشركة.
- عجبت لكم ولأفكاركم، وما تفعلون بعملائكم.
لأنهم يابني أخدوا خبراتهم من بيوت الأسمنت، وادارة المشاريع المدنية، وليس البرمجية، لم تكن الخبرات قد بنيت، والفهم قد صقل.
- وماذا بعد ذلك، هل من جديد.
تم بحث الأمر، وقالو نسمح للعميل بالتغيير، ولكن بعد هلاك وبحث وتدوير، فطوروه، وفي شهادة ال PMP وضعوه. فما كان منهم الا انهم بدلا من ان يحلوا المشكلة التفوا حول احد اسبابها المعضلة.
فإذا طلب العميل تغيرا، صار الأمر كبيرا، وسيطر الخوف عليه كثيرا، لانهم بدؤو مراحلهم كما يفعلون، ولكن بالتغيير يسمحون، فصار التغيير مشكلة عويصة، يدخلنا في مشكلة وهيصة،
فقد جمعت المتطلبات، وصمم النظام بتلك البيانات، فمع السماح بالتغيير، الا انه امر صعب وجل خطير،
انغير في النظام بعدما كتبناه، وفي الكود وقد خبرناه، سنقبل بالتغير البسيط، الذي لا يعدل من اصل النظام، والتصميم الموضوع وما اكمل على التمام،
هكذا كان قول المبرمجين، فصار طلب التغيير على العميل وعلى الفريق امر عسير، فرغم السماح به، الا ان قرار صعب يكره الجميع، بل ويخافه، فصار تقريبا لا يسمح الا بالتغيرات السطحية، اما ان كان تغيرا هاما جدا للعميل، ولكنه سيحدث تغيرا جليا، فان على العميل ان يدفع كثيرا، فإما ان يستغني عما طلب، او يعز عليه الطلب، فلا يحصل على ما طلب.
وللحديث بقية ما دام في العمر بقية...